تابعت مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان بتاريخ 16 من آذار 2017 قرابة الساعة 19.10 دقائق قصفاً جوياً بالصواريخ لبلدة الجينه في الريف الغربي لحلب في سوريا التابعة لناحية الأتارب 40 كلم جنوب غربي حلب، حيث استهدفت الهجمة الجوية مسجد عمر بن الخطاب أثناء تواجد المصلين الذين تم تقدير عددهم بحسب باحثي مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان المئتي شخص من الذكور. وتبنى سلاح الجو الأمريكي العملية التي قال أنها استهدفت تجمعاً لتنظيم القاعدة في سوريا.
وبحسب التقرير الأولي لراصدي وباحثي المؤسسة تبين ما يلي :
- لم يكن المسجد تجمعاً لتنظيم القاعدة بحسب التحقيقات إنما هو مركز دعوي لجماعة محلية تُسمى ” جماعة أهل الصوفية” بحسب التسمية المحلية ويعتبرون من التيار الإسلامي المعتدل.
- تم استهداف مسجد وهو معلم ديني مشار إليه في اتفاقيات جنيف لعام 1949 وتم تسويته بالأرض بحسب الصور المرفقة
- تم استهداف تجمع لأشخاص مشمولين باتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 حيث كان يتواجد في المسجد قرابة 200 شخص لم يتم توثيق العدد النهائي للضحايا القتلى والجرحى بينهم، وبحسب التقارير الإعلامية تم تأكيد مقتل 27 شخصاً في حصيلة أولية إضافة لعشرات مجهولي الهوية كون البلدة يقطنها المئات من النازحين من بقية المدن والقرى في سوريا.
- لايتواجد تنظيم القاعدة في البلدة لكن يتم تنقل قيادات تنظيم القاعدة في سوريا والمتمثل بجبهة النصرة سابقاً وهيئة تحرير الشام حالياً بين إدلب وريفها باتجاه معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا وبالتحديد قرب بلدة باتبو التي ارتكب فيها سابقاً مجزرة لسلاح الجو الروسي حيث تم في يوم الخميس المؤرخ 16/11/2016 الساعة 14،20 بالتوقيت المحلي لسوريا أدت إلى مقتل /22/ مدنياً بينهم طفلان و/7 / نساء وإصابة أكثر من /50/ شخص معظمهم من الأطفال والنساء. وخروج ثلاثة مشافي عن الخدمة.
إن مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان إذ تعرب عن استنكارها الشديد لهذه العملية، وأسفها الكبير على الضحايا، تناشد حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة إجراء تحقيق في الجريمة المرتكبة التي نعتقد أنها استكملت الأركان الثلاثة لجريمة الحرب في القتل العمد فقد توفر:
- الركن الدولي المستند إلى تخطيط الدولة المرتكبة للقصف ونُفذت من قبل مواطنيها العسكريين
- الركن المادي المستند إلى حالة وجود حرب تقودها حكومة الولايات المتحدة الامريكية ضد الإرهاب في سوريا، وتم فيها ارتكاب أفعال محظورة تتعلق باستهداف دور العبادة والمعالم التاريخية والثقافية، وتم استهداف أشخاص مشمولين باتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 وتدمير الممتلكات بحسب اتفاقية جنيف الأولى المادة 46
- الركن المعنوي حيث تعلم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية أن الفعل المرتكب منافي العرف والاتفاقيات الدولية وقواعد الحرب
إن مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان إذ تساند وتؤيد الجهود الدولية وفي مقدمتها جهود حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، لمكافحة الإرهاب وفي مقدمته تنظيمي القاعدة وتنظيم داعش تناشد بضرورة تحييد المدنيين والمواطنين غير المنتمين للتنظيمين المذكورين لأية أعمال حربية أخرى تساهم في تأجيج الكراهية وتوسيع الحاضنة الشعبية للتنظيمين المذكورين، والسعي الفوري لاتخاذ ما يمكن لتحقيق الحماية للمواطنين في سوريا.
مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان
سوريا 20 آذار 2017