كتب بواسطة ضيا كيالي و رجاء الذيباني
الكثير من تاريخ سوريا تم محوه عمداً من قبل داعش في السنوات الأخيرة ، والآن نرى محو آخر للتاريخ ولكن هذه المرة على منصة يوتيوب.
آلاف مقاطع الفيديو و القنوات التي يستخدمها الناشطين والصحفيين المواطنين و التي تظهر انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا تم محوها من موقع اليوتيوب .
“في يونيو من هذا العام، أعلنت جوجل عن استخدامها آلية ذكاء اصطناعي حيث انه يتم تعليم هذه الآلية لتقوم بتحديد المحتوى المتطرف كجزء من استراتيجية عمل جديدة تتبعها الشركة. وبدأنا نسمع عن عمليات إزالة فيديوهات من يوتيوب، التي غالبا ما تكون دليلا على حقوق الإنسان، من شركائنا في تموز / يوليو، وقد ازدادت عمليات الإزالة في الأسابيع الأخيرة. نحن نعمل مع يوتيوب لفهم سبب وآلية عمليات الإزالة هذه ومعالجة المشكلة، ونحن سعداء بأنهم مستعدون لمحاولة حل هذه المشكلة – التي لم يكن من الواجب حدوثها في المقام الأول.”
ذكر يوتيوب في أحد التحديثات في الأول من آب لإعلان غوغل في حزيران أنهم يحققون “اكتشاف أفضل وإزالة أسرع عن طريق برنامج الذكاء الصناعي , هذا وإن “أكثر من 75% من الفيديوهات التي تم حذفها بسبب العنف المتطرف خلال الشهر الفائت تم حذفها ولم نتلقى تنبيه واحد.” نحن متعاطفون مع الرغبة في إزالة المحتوى المتطرف ،ولكننا نعلم بالفعل أنه حتى البشر يواجهون صعوبة في تطبيق السياسات المتعلقة بالمحتوى ، وما هو أكثر من ذلك أن المجموعات التي نعمل معها التي تأثرت بعمليات الحذف موجودة لغرض صريح من مكافحة الدعاية للنظام السوري وفهرسة المحتوى المتطرف لاستخدامه كدليل.
” ليس من الصعب ملاحظة أين تكمن أهمية مقاطع الفيديو.في نيسان، قال الرئيس السوري بشار الأسد لوسائل الإعلام إن الأدلة على وقوع هجمات كيميائية، بما في ذلك أشرطة الفيديو، كانت مزورة. لكن شركاء ويتنس في الأرشيف السوري قد قاموا بفحص وتصنيف آلاف مقاطع الفيديو التي توثق الفظائع التي وقعت، بالإضافة إلى إصدارهم تقارير قاموا ضمنها بالفحص والتحقق من مقاطع الفيديو حول الهجمات الكيميائية و غيرها من الانتهاكات. وقد كان الأرشيف هو نفسه من حذرنا من عمليات الإزالة التي تحدث على يوتيوب.
ويعتمد الأرشيف على مقاطع فيديو من مصادر متنوعة، بعضها موجود على يوتيوب فقط، حيث أنه ليس كل الناشطين السوريين ووسائل الإعلام المحلية لديهم الإمكانيات لحفظ هذه الأدلة القيمة خارج الانترنت ( offline archive).”
وهي فعلا لا تقدر بثمن ، وكما أشار مؤسس الأرشيف، هادي الخطيب، في هذا الشهر فقط، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أول “مذكرة توقيف علنية كانت تستند في معظمها إلى أدلة فيديو وشبكات التواصل الاجتماعي حول جرائم الحرب في ليبيا. قد يكون هذا (النوع) من المحتوى هو الدليل الوحيد الذي يشير إلى حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان في تاريخ ومكان محددين”.
إذا كان هناك أي شك في أن مقاطع الفيديو التي يتم إزالتها على يوتيوب، على الرغم أحيانا يكون الفيديو عبارة عن رسوم متحركة وغالبا ما تكون مزعجة ولكن لها قيمة الإثبات ، يجب أن نحافظ على مقاطع الفيديو هذه.في حين أن الأرشيف السوري لم يتعرض لعملية الحذف بشكل مباشر ، فقد مركز توثيق الانتهاكات (VDC) قناته التي تحوي مجموعة من التوثيقات ويعد المركز مراقب ذو سمعة حسنة ، أن مركز التوثيق VDC ليس بجديد. وحقيقة أنه ليس من الصعب التحقق من أنهم ينشرون الفيديوهات لغرض الحفاظ على حقوق الإنسان ، تم تأسيس المركز في عام 2011 من قبل بعض المدافعين عن حقوق الإنسان الأكثر سمعة في سوريا،وذلك بهدف ضمان توثيق دقيق ومستقل لجميع الانتهاكات والجرائم في سوريا.
التقينا المركز للمرة الأولى في عام 2012 وذلك بعد الزيادة الهائلة في محتوى الفيديو القادم من سوريا ، ومثل العديد من المجموعات الأخرى العاملة في سوريا، سعى إلى الحصول على دعم حول ضمان الاستخدام الفعال والآمن والأخلاقي لوثائق الفيديو الصادرة من البلاد ، المحتوى الذي يقوم بنشره المركز يشبه عمل العديد من الذين تم إلغاء قنواتهم وذلك منذ أن دعٌمت الجهود الكبيرة التي قام بها الاعلام من تقارير إلى الدعوى ومنظمات حقوق الإنسان وهيئات التحقيق المستقلة مثل لجنة التحقيق المستقلة في سوريا .
وتقدم هذه الفيديوهات معلومات عن حقوق الإنسان:
“وفي مقابلة بالفيديو ، قال أحد السكان المحليين أن الهجوم قد أودى بحياة جارته البالغة من العمر 55 عاما ، وهي امرأة. كما سجل مركز توثيق الانتهاكات أن الغاز السام قتل امرأة مجهولة الهوية في حلب في 23 نوفمبر ، و ذكر الدفاع المدني السوري في اليوم التالي ان الغازات السامة قتلت امرأة واحدة في حلب ، وقد تكون المرأة قد قتلت في الهجوم الذي وقع في 23 نوفمبر حيث لم يتم الإبلاغ عن وقوع هجمات كيماوية في 24 نوفمبر . “-تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش-” سوريا: الهجمات الكيماوية المنسقة علي حلب ” (رابط التقرير )
لذلك عندما تم ازالة قناة VDC والتي تضم أكثر من 32,000 فيديو من الصراع قد نما قلقاً على نحو متزايد ، والخبر السار هو أنه اعتباراً من يوم أمس، أعلن المركز(VDC) عن استطاعتهم استعادة إمكانية الوصول إلى قناتهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم، إلا أن قناتهم لا تزال مغلقة أمام الجمهور المتابع للقناة ، وفي مقال نشرته الـ VDC على فيس بوك بواسطة حسام القطلبي، يشرح أنهم تمكنوا من استعادة عشرات الآلاف من مقاطع الفيديو التي توثق جرائم حرب مشتبه فيها وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، وشكر حلفائهم في الإرشيف السوري على دعمهم ومساعدتهم في هذا الشأن.
“نحن نعتقد انه يجب ان يكون للجميع إمكانية الوصول السهل و المتوفر إلى المعلومات وأن الفيديو هو قوة مطلقة للتعليم، وبناء التفاهم، وتوثيق الأحداث العالمية، الكبيرة والصغيرة”. – يوتيوب
نحن نتفق على أن يوتيوب له دور هام للغاية في الكفاح من أجل العدالة وحقوق الإنسان في سوريا ، وكما قال كيث هيات نائب رئيس “بينيتيك” الذي يوفر أدوات للتحقيق في حقوق الإنسان، وعضو مجلس إدارة الفريق الاستشاري التكنولوجي التابع للمحكمة الجنائية الدولية لصحيفة نيويورك تايمز : “لقد خاطر البعض بحياتهم، و خسروها آخرون توثيق الفظائع وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان”. إذا حذف يوتوب مقاطع الفيديو هذه، من الممكن أن نفقد “أغنى مصدر للمعلومات حول انتهاكات حقوق الإنسان في المجتمعات المغلقة”.
كانت ويتنس ولا تزال تتابع الدعوة مع يوتيوب لتقوم بتحسين سياساتها بشكل يدعم مستخدميها في مجال حقوق الإنسان ،لهذه القرارات أهمية خاصة لأنه في حين يمكن للسياسات أن ترفع حقوق الإنسان فإنه يمكن تقويضها عن طريق الخطأ .
نحن نعمل مع يوتيوب لفهم ما يحدث، ونحن سعداء لاستعادة العديد من الفيديوهات التي تم حذفها ولكن لا يزال هنالك حذف لفيديوهات جديدة يحدث كل يوم ، نحن نتشارك مع أولئك الذين يعملون في مجال حقوق الإنسان بما يتعلق بالصراع السوري لنعبر عن قلقنا المتزايد بخصوص آلية اليوتيوب الجديدة.
تكنولوجيا التعلم ، بصفتنا أعضاء في المجتمع العالمي لحقوق الإنسان والتكنولوجيا، نحث يوتيوب على إعادة تقييم نظامهم الجديد حيث إن إزالة القنوات الهامة مثل (VDC ) لا يجعل البحث عن العدالة للسوريين أكثر صعوبة فقط ، بل سيكون لها نتائج عكسية لمكافحة الإرهاب والتطرف ، حيث تمثل هذه القنوات المنظمات التي يشاد بها لقيادة مكافحة الإرهاب والتطرف بالتكنولوجيا.
كما أن التزام يوتيوب بمكافحة الإرهاب والتطرف من خلال منصاتها الإعلامية يتطلب أيضا أن ينتجوا تكنولوجيات من شأنها أن تساعد، ولا تردع قادة حقوق الإنسان عن توفير الوصول إلى وثائق لا تقدر بثمن وأدلة على الجرائم في واحدة من أكثر الصراعات توثيقا في تاريخنا الحالي.
هذه إحدى مقالتين نقوم بنشرها على يوتيوب اليوم ، يرجى أيضا الاطلاع على مشاركتنا حول أداة طمس الوجوه الجديدة والمحسنة في اليوتيوب.
لحماية المحتوى الخاص بك ، قم بالإطلاع على على مواردنا و الدليل التالي : دليل الناشطين لأرشفة الفيديو