Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

العدالة الانتقالية ومحاسبة النظام السوري : منطلقاً لبناء السلام في سوريا

تتوالى عدة تصريحات دولية رسمية من حكومات وجهات دولية أممية حول ما يمهد إلى هزيمة للشعب السوري في نضاله الدموي ضد النظام السوري، الذي ارتكب جرائم تصل في الكثير منها لدرجة جرائم ضد الإنسانية وأقلها ما يكون هي جرائم حرب كما وصفها التقرير الأخير للجنة الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية ” حسب التسمية الرسمية لها في الأمم المتحدة” حيث وردت تأكيدات من هذه اللجنة على ارتكاب النظام السوري فقط في إطار الهجمات بالأسلحة الكيماوية على الشعب السوري عبر قرابة 33 هجمة خلفت المئات من القتلى السوريين وما سيتبعها من تشوهات جنينية وخلقية مستقبلية لأطفال سوريا.
وفي تزامن مع هذه الجرائم ارتكبت كافة القوى العسكرية جرائم لاتقل عما ارتكبه النظام السوري كان أعنفها ما ارتكبه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بحق المواطنين السوريين ومواطنين ايزديين أغلبهم من الأطفال والنساء من العراق على أراضي سوريا.
ويتردد مؤخراً عبر دور سلبي لمنظمات دولية ومحلية تعمل في مجالات عدة تتعلق بتمكين السوريين من تطوير مجتمعاتهم أو تلك المعنية بتقديم جهود إغاثية لمساعدتهم في التغلب على الفقر والجوع والحاجة الطبية لما يشبه بشرعنة استمرار النظام السوري و إعادة انتاجه وبسط سيطرته على كامل الأراضي السورية.
إننا في مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان إذ نؤكد على فقدان النظام السوري بكل أركانه الأمنية والعسكرية لأية أشكال الشرعية الشعبية بناءً على الوقائع والحيثيات التي تفضي بما لاشك فيه لارتكابه جرائم حرب ضد المدنيين السوريين نؤكد على استمرارنا بمناهضة هذا النظام وكافة أطراف النزاع السوري المحلية والدولية التي ارتكبت أعمال القتل والتدمير في بلدنا ولن نتوقف مطلقاً عن توثيق جرائم النظام السوري وتقديم كل الإمكانات المتاحة لدينا لإعداد الملفات اللازمة لإدانته وتجريمه حسب القانون الدولي والعرف الإنساني.
إن مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان إذ تؤيد كل الجهود الرامية لوقف القتال والنزاع الدائر في سوريا والقضاء بشكل تام على تنظيمات الإرهاب وفي مقدمتها تنظيم الدولية الإسلامية داعش وجبهة النصرة وأية أطراف يثبت أنها ارتكبت جرائم بحق السوريين ستستمر في عملها الصعب لمواجهة هذه التوجهات الرامية لشرعنة النظام السوري وإعادة تسليطه على رقاب السوريين ولما كنا نساند إقرار السلام في سوريا والذي تم تخطيه بجهود الأمم المتحدة والمنظومة الدولية فإننا في مرحلة بناءه وحفظه نناشد كل السوريين بضرورة التركيز على عملية عدالة انتقالية حقيقية يتم عبرها محاسبة مجرمي الحرب في سوريا وفي مقدمتهم النظام السوري وتعويض الضحايا السوريين ومساعدتهم في معالجة الكوارث التي خلفتها هذه الجرائم بحقهم وبحق البنية التحتية لبلدهم.
مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان
ألمانيا-سوريا
7 أيلول 2017