تابعت مؤسسة التاخي لحقوق الإنسان إهداء ممثل النظام السوري السيد بشار الجعفري لقطعة آثرية سورية إلى السيد ستيفان دي ميستورا في المؤتمر المنعقد في فيينا العاصمة النمساوية تعبيراً عن أنها رسالة لسوريا على حد وصفه.
إن سنوات النزاع السوري كانت كفيلة بضياع الجزء الأكبر من الآثار السورية سواء التي تم تدميرها بواسطة الأسلحة أو تلك التي تم بيعها من قبل مختلف أطراف النزاع لتأمين الأموال اللازمة لتمويل عملياتها العسكرية أو سرقتها وكان تنظيم داعش هو أكثر الأطراف التي ساهمت في هذا التدمير.
ويعلم الجميع أن سوريا هي مهد للكثير من الحضارات الانسانية وسكنت وتسكن أراضيها شعوب تعتبر من أقدم الشعوب في العالم وتضم سوريا من آثار هذه الحضارات ما يحكي قصص التاريخ الإنساني في الشرق الأوسط.
وتُعد هذه القطعة التي تضم أقدم اتفاقية سلام عُثر عليها في تل مرديخ الأثري يعود بحسب خبراء إلى تاريخ مملكة إيبلا في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد
إن مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان إذ تعتبر خطوة السيد جعفري بالتصرف بتاريخ سوريا خطوة غير مسؤولة ولا تتمتع بأي شكل من أشكال التحضر والمحافظة على القيم الوطنية التي اعتادها النظام السوري في تقليد مشابه لدكتاتوريات عالمية باعت وأهدت مقتنيات شعوبها وتاريخها لكل قوى العالم لتحقيق مصالح سلطوية وضمان كسب التأييد والتعاون.
فإن مؤسستنا تناشد السيد ستيفان دي مستورا بتحمل مسؤولياته كراعي لعملية السلام السوري وتؤكد أهمية دوره في استكمال عملية التفاوض وفق مسارات جنيف وتتقدم له بضرورة تسليم القطعة الآثرية لمنظمة اليونسكو ليتم حفظها وإعادتها لاحقاً إلى أراضي الوطن متأملين من السيد دي مستورا قيامه بذلك بكل تأكيد ودون شك في نيافته واحترامه لتاريخ سوريا وشعبها
مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان
26 كانون الثاني 2018