مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان 12 حزيران (يونيو ) تصريح صحفي
قالت مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان اليوم 12 (يونيو) حزيران من عام 2016 والذي يصادف اليوم العالمي لمناهضة عمالة الأطفال وبناءً على خلاصة التقرير الذي أعدته خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري حول الانتهاكات المرتكبة بحق الطفل وبالتحديد قضية عمال الأطفال وما تلمسه التقرير من خطورة جادة على مستقبل الأطفال في سوريا في ظل النزاع الدائر في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات أنها :
” تدعو كافة المنظمات الدولية وفي مقدمتهم منظمة العمل الدولية و اليونسيف والجهات المعنية والسلطات المحلية تحديداً الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تسيطر على المناطق التي استهدفها التقرير إلى ضرورة التحرك و بشكل فوري من أجل اتخاذ خطوات جادة للحد من الانتهاكات الفظيعة التي ترتكب يومياً بحق الطفل والطفولة التي سلبتها الحرب من أطفال سورية خلال الأعوام الخمس الماضية حيث انه وخلال هذه السنوات كان ولا يزال الأطفال هم من يدفع الضريبة الأكبر جراء هذه الحرب والتي لاتنبئ إلا بجيلٍ من المستربين من التعليم و المهددين بالانزلاق إلى عتمات المجهول . ”
وكانت قضية عمالة الأطفال قد استفحلت بشكل واسع في كافة المدن السورية منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في سوريا والتعامل المفرط للعنف من قبل النظام السوري، ازداد بحسب تقديرات المنظمات الدولية خلال سنوات الحرب و زاد من تدهورها تفاقم الأزمة الاقتصادية و الغلاء المعيشي خلال السنتين الأخيرتين من الحرب , حيث اضطرت الكثير من الأسر إلى الدفع بأطفالهم للدخول إلى ميادين العمل, كما إن هناك عدد كبير من هؤلاء الأطفال يعتبرون المعيل الأول للأسرة و ذلك بسبب فقدان الأسرة لمعيلها خلال الحرب، وتأتي هذه الخلاصة عبر عينة تم استهدافها في التقرير عبر توثيق 158 حالة عمالة طفل وأكثر من 20 شهادة من أرباب العمل وذوي الأطفال ومقابلات مباشرة مع الأطفال تراوحت أعمارهم بين 6-15 سنة
وثقت مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان في كوباني تسرب 23 طفلاً من أصل 38 طفلاً استهدفهم بحثها في كوباني و في تل أبيض 11 طفلا متسرباً من التعليم من أصل 19 حالة عمالة طفل وثقها التقرير. تصل نسبة المتسربين في التقرير إلى أكثر من 80 بالمئة من الشريحة المستهدفة .
تقول جهان برري مديرة برنامج حماية الطفل وحقوقه في مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان في منطقتي كوباني و تل أبيض في مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان: ” يتعرض عدد كبير من هؤلاء الأطفال إلي مواقف خَطِرَ على حياتهم كالمخاطر الجسدية التي قد تسببها العمل في عمر مبكر حيث تحد من نموهم الجسدي حيث إن اغلب الحالات التي رصدها فريق مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان كان لأطفال يعملون في مهن خطرة حيث يعمل الأطفال بنسبة 40% في محلات صيانة و تصليح السيارات و 8% من الحالات التي رصدناها يعملون في مهنة الحدادة , ندرك جميعا الأخطار المحدقة بهاتين المهنتين الخطيرتين.”
وإضافة إلى استغلال أرباب العمل لحاجتهم الملحة للعمل و دفع أجور زهيدة لقاء أعمال تفوق قدراتهم , يبتعد الطفل عن بيئته الطبيعية و السليمة وتؤدي به إلى الانخراط في بيئة تسودها المخاطر, تؤذي نموه الأخلاقي و السلوكي الصحيح فقد يتعرض الطفل خلال العمل و ابتعاده عن أسرته إلى الإهانات و الدخول في مشاحنات و يكسبه ألفاظ و سلوكيات خاطئة تضر بطفولته و مستقبله ,إضافة إلى زيادة احتمال تعرضه للتحرش و الاستغلال الجنسي .
تقول دلال إسماعيل مديرة برنامج حماية الطفل و حقوقه في مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان في منطقة الحسكة وريفها : ” خلال رصدنا لانتهاكات التي ترتكب بحق الأطفال رصدت مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان حوالي 158 حالة عمالة أطفال وكان السبب الرئيسي لعمل هؤلاء الأطفال هو الظروف الاقتصادية السيئة لأغلب العائلات التي ينتمي لها هؤلاء الأطفال والناتجة عن النزاع في سوريا والحصار المفروض على اغلب المدن السورية , لذلك كان لزاماً على الأمم المتحدة و كافة المنظمات الدولية, تحمل مسؤولياتها تجاه أطفال سوريا و البدء بخطوات جدية للحد من هذه المشكلة ومخاطرها الآنية و المستقبلية على أطفال سوريا و ما قد يفرزه استمرار تفاقم هذه المشكلة في المستقبل , وينبغي على كافة الجهات الدولية والمعنية بالشأن السوري حث جميع أطراف النزاع لرفع الحصار عن كافة المناطق المحاصرة و إدخال المساعدات للتخفيف من الضغوطات الاقتصادية عن الأسر , وتقديم خدمات صحية و نفسية للأطفال للعودة بهم إلى طفولتهم , كافتتاح مراكز إعادة تأهيل نفسي وسلوكي للأطفال ”
يقول بهزاد جمعة مدير مركز أصدقاء الطفولة إحدى فعاليات مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان في قامشلي :
“إن انخراط الأطفال في العمل في سن مبكر قد يخلق الكثير من المشكلات النفسية له , فالكثير من هؤلاء الأطفال يتحمل مسؤوليات تفوق سنه و قدراته مما قد يخلق لديه أحساس بالعجز و القلق من المستقبل , كما أن تعرضهم لمواقف قاسية أثناء العمل قد تسبب له خلل نفسي , بمرور الوقت قد تتحول إلى أمراض نفسية.”
إن العديد من ذوي الأطفال يلجئون لإدخال أطفالهم في العمل في أوقات الفراغ و عطلات الصيف لعدم وجود أماكن آمنة قد يلجئ لها الطفل و في أوقات فراغه , و تجنباً لبقاء الطفل في بيئة تسودها المشاحنات و الشجار و الخوف من انجرار الطفل إلى مظاهر عسكرية , مما يفقد الطفل إحساسه بطفولته التي أساسها اللعب والترفيه والتعلم والأمان.
توصي مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان الإدارة الذاتية الديمقراطية المعلنة في المناطق ذات الغالبية الكردية بضرورة ضبط تسرب الأطفال من المدرسة عبر توفير التعليم للأطفال من المكون العربي بالتعلم بلغتهم الأم وفق المناهج التي يختارونها أسوة بأطفال المكون الكردي الذين بدؤوا بالتعلم بلغتهم الأم على الرغم من أن المناهج الكردية المقرة من الإدارة الذاتية الديمقراطية لاقت معارضة من أطراف سياسية عديدة تستدعي إعادة النظر فيها من الناحية العلمية والتوعوية المتلائمة مع الأطفال.
كما تناشد مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان المنظمات الدولية وفي مقدمتهم منظمة العمل الدولية ومنظمة اليونسيف بضرورة ممارسة دورها الرائد في تقديم الخدمات للأطفال جميعاً وعدم الاستمرار في حصر التعامل مع المنظمات المدنية المرخصة من النظام السوري فقط لتقديم خدماتها للأطفال في المنطقة.