أقامت مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان، ندوة حوارية حول خيارات البقاء للايزيديين على أرضهم التاريخية في ظل تنامي التطرف والإرهاب، كانت المؤسسة قد دعت إليها سابقاً في مدينة كولن الألمانية. وحضر الندوة التي أقيمت يوم الأحد الساعة 14.00 في قاعة أوتيل A&O لفيف من المهتمين من مدن ألمانيا ومتابعين ألمان للشأن الكردي والأيزيدي والسوري ووسائل إعلام وجمعيات كجمعية التضامن للايزيديين في ألمانيا ورجال دين ايزيديين. تمحورت الندوة حول الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق الايزيديين بشكل خاص حيث أكد المحاضرون على حجم الكارثة التي تحتاج لجهود الجميع لمعالجة آثارها.
- فقد تحدث السيد كاوة عيدو ختاري (ممثل المفوضية الدولية لحقوق الانسان في اقليم كوردستان) حول آثار الإبادة الجماعية على الإيزيديين وما خلفته من احصائيات كارثية للضحايا حيث أكد نزوح ما يقارب 450 ألف ايزيدي من مدنهم وقراهم في شنكال باتجاه مدن إقليم كردستان الأخرى ودول الجوار التركي والسوري، وتم اختطاف ما يزيد عن 6000 ايزيدي بينهم ما يقارب 5000 إمرأة وطفلة وأكد السيد ختاري توثيقهم لما يقارب 1400 طفل ايزيدي يخضعون للتجنيد العسكري لدى تنظيم داعش وتحدث عن وجود 2745 طفل ايزيدي يتيم موجودين بدون رعاية كافية في إقليم كردستان العراق. وتأمل السيد كاوى في محاضرته من الجميع تقديم كل الجهود الممكنة لمساعدة هؤلاء الضحايا نظراً لفظاعة نتائجها وقلة الموارد المقدمة لهم.
- تحدثت الزميلة ميديا دهير المدير العام لمؤسسة التآخي لحقوق الإنسان حول دور المنظمات الحقوقية والمدنية في الدفاع عن حقوق الإيزيديين والأقليات بإسهاب عن واجبات منظمات العمل المدني والمنظمات الحقوقية وأعربت عن استياءها من تقصير المنظمات السورية لتقديم الاهتمام المطلوب لضحايا الجينوسايد الايزيدي بالاعتماد على أن حقوق الإنسان قضية لاتتجزء ولا يمكن التعامل مع قضايا حقوق الإنسان وجرائم الإبادة بمزاجية وانتقائية كما تحدثت الزميلة المدير العام عن الجهود التي بذلتها المؤسسة في مساندة قضية الايزيديين خاصة المختطفات الموجودات على أراضي سوريا وتحدثت عن جهود المؤسسة في توثيق مجريات الهجمات على قرى الايزيدين في ريف رأس العين وأكدت أن استعباد الايزيديات جريمة واقعة على أرضي سوريا ومن واجب السوريين كل السوريين العمل في هذا الاتجاه. وتحدثت عن مقتل أحد زملاءنا الباحثين في منطقة جرابلس أقناء محاولته تحرير 4 ايزيديات بينهم طفلتان وعدم تمكننا من انقاذهم وتحدثت كذلك عن تحرير زميلنا في الرقة لسيدة ايزيدية مع طفلها ونقلهم إلى مناطق سيطرة القوات الكردية وتسليمها لذويها لاحقاً رغم الظروف الصعبة التي لحقت بزميلنا إثر هذا العمل.
- تناولت السيدة مزكين يوسف (رئيسة مجلس ايزيديي سوريا) حول الواقع الإيزيدي في ظل الصراعات السياسية في سوريا. وتحثت عن دور مجلس إيزيدي سوريا مؤكدة عدم تعامل أطراف النزاع السوري السياسية بالشكل المطلوب مع قضية الأقليات وبشكل خاص قضية الايزيديين وعدم اشراكهم بالشكل الحقيقي في صناعة الانتقال الديمقراطي في سوريا وتغيب دورهم رغم الجهود التي بذلوها لتأكيد الوجود السياسي للايزيديين ودورهم الهام كونهم مكون سوري أسوة ببقية المكونات.
- الزميل علي عيسو ( منسق قسم حقوق الأقليات في مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان) تحدث حول المظلومية الإيزيدية والسبل المتاحة للنهوض بالإيزيديين وعن أسباب الكراهية تجاه الايزديين والأقليات وأورد أمثلة عن الدور السلبي الذي تقوم به بعض النخبة الثقافية والفكرية الإسلامية والعربية في تأجيج الكراهية تجاه هذه الأقليات وحقها وهي إحدى الأسباب المساهمة في تنامي الإرهاب وصناعة داعش في الشرق الأوسط وما تمارسه هذه التنظيمات المتطرفة الخطيرة بحقهم مؤكداً عيسو على أهمية التوجه نحو العمل على إلزام الدول العربية والأوروبية على إصدار قانون مشابه لما أصدرته الولايات المتحدة بشأن اليهود (قانون لتعقب معاداة السامية عالميًأ)، حيث بموجبه يتم محاسبة كل الذين يسيئون إلى اليهود ولا يعترفون بالإبادة الجماعية التي حلت عليهم، وهذا ما يحتاجه الإيزيديون في الوقت الراهن لأنه سيكون كخيمة حماية لمستقبلهم.
وتحدث رجل الدين الايزيدي بير عبدالرحمن شمو عبر فيديو مسجل في مدينة عفرين عن استمرار بقاء الايزيديين في مناطقهم خاصة في عفرين رغم الظروف التي يعانونها وأكد على ضرورة توفير الاحتياجات الكافية لضمان بقاء الايزديين على أرضهم كما تحدث البير شمو عن ضرورة العمل والسعي للتعريف بقضية الايزيديين لكل العالم.
كما تحدث الصحفي جابر جندو من منطقة الحزيرة عن وضع الايزيديين في الجزيرة وما تعرضوا له في وقت سابق من هجمات في رأس العين والحسكة وقدرتهم على البقاء رغم هول الكوارث التي تعرضوا لها.
تخللت الندوة مداخلات من الحضور حيث أكد أحد الحضور الألمان على ضرورة العمل بشكل أكبر على التعريف بقضية الايزيديين للمجتمع الالماني وتحدث السيد فرانك آباس وهو ناشط حقوقي ألماني عن التقصير من الجانب الكردي والايزيدي في تقديم المعلومات الكافية للرأي العام الألماني وضرورة اتخاذ ما يلزم لتفادي هذا التقصير.وقام بالترجمة من وإلى اللغة الألمانية السيد عدنان حسن مشكوراً
وتحدث السيد حسو هورامي رئيس المؤسسة الايزيدية في هولندا عن ضرورة البحث عن سبل لفتح محاكمات لجريمة الجينوسايد الايزيدي في أي مكان يمكن القيام بذلك فرغم تأكيد الهيئات الدولية على ارتكاب هذه الجريمة في إطار الإبادة الجماعية لكن لا تتوفر وسائل إقامة محاكمات لها كون العراق ليس موقعاً على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية ولم تقم بخطوات مطلوبة لاجراء هكذا محاكمة.
وألقت الناشطة ميديا شيخ نبو، خاطرة تحت عنوان “رسالة طفلة إيزيدية” سردت من خلالها معاناة الإيزيديات المختطفات
وفي الختام تم تكريم الزميل علي عيسو من قبل المركز العراقي لحرية الإعلام، وذلك لدوره الإعلامي في تغطية أحداث الإبادة الجماعية وما يتعرض له الإيزيديون من إنتهاكات. حيث تم تكريمه من قبل المستشار كاوة عيدو ختاري (ممثل المركز العراقي لحرية الإعلام في إقليم كوردستان)