مجدداً خذل مجلس الأمن الدولي قضية العدالة الدولية وصدم المجتمع المدني العالمي والمواطنين السوريين، بفشله اليوم الثلاثاء 24 تشرين الأول 2017 عبر جلسته الخاصة بتمديد مهمة اللجنة الدولية المشتركة للتحقيق في الهجمات الكيميائية في سوريا بعد استخدام المندوب الروسي لدى مجلس الأمن الدولي السيد فاسيلي نيبينزيا، حق النقض “الفيتو” ضد مشروع الولايات المتحدة الأمريكية القاضي بتمديد مهمة اللجنة الدولية المشتركة للتحقيق في الهجمات الكيميائية في سوريا.
وكانت اللجنة قد أشارت إلى جانب عدة منظمات دولية حول استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المواطنيين السوريين في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية وبشكل خاص في الهجوم الكيميائي في خان شيخون بريف ادلب الجنوبي يوم الثلاثاء في 4 من شهر نيسان لعام 2017 الذي ادى الى مقتل ما لا يقل عن 94 مدني بينهم 27 أطفال و 27 نساء، بالاضافة الى اصابة ما لا يقل عن 200 مدني بحالة اختناق.
إننا في مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان إذ نرى أن استمرار الحكومة الروسية في تقويض أسس العدالة الدولية عبر وقوفها للمرة التاسعة باستخدام حق النقض “الفيتو” فيما يتعلق بالجرائم الكارثية المرتكبة في سوريا سواء من قبل النظام السوري أو تلك التي ساهمت القوات الروسية في ارتكابها في هجماتها الجوية فإننا نراه أمراً منطقياً من حكومة ارتكبت وساندت تلك الجرائم
ومع هذا الخذلان المتجدد فإننا في مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان إذ نعرب عن قلقنا العميق من الإساءة المتعمدة لاستخدام روسيا حقها في النقض في مجلس الامن الدولي فإننا نؤيد جهود الحكومات الأوربية وفي مقدمتها حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية التي تسعى لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا عبر محاكمها وقضاءها الوطني كما أننا نثمن جهود الحكومات الدولية التي تساند عمل اللجنة الدولية المشتركة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية والمملكة الممتحدة اللتين لم تتوانى عن دعم ومساندة التحقيقات الجارية في مزاعم جرائم الحرب المرتكبة في سوريا.
كما أننا نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي للاتحاد من أجل السلام لتجاوز الموقف الروسي المانع للمضي قدماً في تحقيق العدالة في سوريا والتأكيد على منع الإفلات من العقاب دعماً لحقوق الضحايا السوريين ولتكون رسالة لمرتكبي جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في كل العالم لأننا نرى أن استمرار هذه الجرائم ليست سوى مبرراً لتقويض العدالة الدولية وانتشار الحروب والانتقام وهو ما يزعزع الأمن والسلم العالمي ككل.
مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان
سوريا-ألمانيا
24 تشرين الأول 2017