أكثر من ستين قتيلاً ومئات الجرحى غالبيتهم من المدنيين في قصف لسلاح الجو الروسي للسوق الشعبية في مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي
أفاد راصدوا مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان أنه في يوم الاثنين الواقع في 13/11/2017 الساعة 14,08 بتوقيت دمشق شن سلاح الجو الروسي عملية قصف عنيفة لمدينة الأتارب (غربي حلب 35كم)، حيث استهدفت بثلاث غارات تحمل ستة صواريخ شديدة الانفجار (يعتقد أنها إرتجاجية من نوع فريد) حسبما أظهرت آثار مواقع سقوط الصواريخ بأن ترك الصاروخ الواحد حفرة بعمق حوالي 15م وبقطر حوالي 70سم وذلك بحسب الصور التي زودنا بها راصدونا في المنطقة المستهدفة بعد الغارات مباشرة.
ووفقا لإفادة الشاهد والناشط الحقوقي (أ.ع) بدأت الغارات في تمام الساعة (14,08) من الجهة الشمالية للسوق حيث يقع هنالك مخفر للشرطة المدنية وسجن تابع للشرطة، وبناء المحكمة المدنية، أدى القصف إلى تدمير المبنيين والمحال المجاورة وأوقع عشرات القتلى وإصابة آخرين من عناصر الشرطة والسجناء.
وفي استهداف الغارة الثانية بذات التوقيت حيث تم استهداف منطقة وسط السوق، والتي تشمل سوق للخضار والفواكه والمواد الغذائية.
إما الغارة الثالثة فكانت في الجهة الجنوبية من السوق، والتي تشمل سوق الأدوات الكهربائية والأقمشة والألبسة.
أدت تلك الغارات إلى انهيار معظم المحال التجارية والأبنية السكنية المجاورة لها، وتدمير شبه تام للسوق الشعبي للمدينة، مع العلم بان ذات لسوق تعرض للتدمير مرتين قبل أقل من عامين من قبل سلاح الجو الروسي وسلاح جو النظام السوري، إلا إن الدمار الأخير كان الأشد حيث خلف التدمير أضعاف ما كان عليه في المرتين السابقتين.
الجدير بالذكر بأن المدينة تدار من قبل مجلس محلي مدني منتخب من الأهالي وهي خالية من أية مقرات عسكرية (عدا مخفر الشرطة المدنية التي تحرس امن المدينة) فيما تسيطر هيئة تحرير الشام –جبهة النصرة سابقاً- على ضواحيها وريفها.
وتم اختيار وقت الذروة لمحاولة قتل أكبر عدد ممكن من الضحايا حيث فترة الظهيرة والسوق مكتظ بالأهالي للتسوق.
وبحسب الشاهد(أ.ع) فإن عدد الضحايا القتلى يقدر بحوالي 100 قتيل وثق منهم أكثر من 60 ضحية إلى الآن إضافة إلى عشرات المفقودين (غالبيتهم ما زالوا تحت الأنقاض) والبعض الآخر يصعب التعرف على هويتهم نتيجة تشوهه جثامينهم، بالإضافة إلى حوالي 200 جريح أسعف معظمهم إلى المشافي المجاورة ونقل حوالي 20 منهم إلى مشافي تركيا من خلال معبر باب الهوى.
وبين الضحايا القتلى أكثر من 10 عناصر من الشرطة المدنية وستة سجناء وفيما خلف القصف هلعاً واسعاً بين المواطنين ماتزال فرق الإنقاذ والدفاع المدني يسعون لرفع الأنقاض في محاولة منهم للبحث عن المفقودين.